هل سقطت خرافة عيد الأم (mother day) ؟

يهجرونها طوال السنة يتذكرونهما في يوم (عيد الأم) mother day يوم واحد في السنة بهذه الهدية ليريحوا ضمائرهم من عناء رد الجميل.

محتويات المقال

هل سقطت خرافة عيد الأم (mother day) ؟

بر الوالدين ارتبط عند البعض بعيد الأم كأحد التقاليد الواردة إلينا والتي حجّمت رحمة الضعيف منهما بيوم واحد في السنة ، لقد أظهر موت كبار السن في كورونا شكلاً جديداً من عقوق الوالدين لدى الغرب 

نعم أيها السادة .. إنه البر المزيّف ، والعقوق المغلف ، الذي ظل ينفخ فيه إعلامهم حتى تكونت فقاعة الصابون الكبرى 

لقد انفجرت هذه الفقاعة مع أول محك وكان محك كورونا

الآن تنزع أجهزة التنفس عنهم !!

الآن تلف أجسادهم مع أكياس القمامة  !!

الآن اصبحوا مجرّد أرقام لا نفع لها !!

الآن انتشر قناعة اقتل الكبير ليبقى الصغير !!

ليدفع الكبير الثمن في شبابه ومشيبه !!

هل أدركتم قيمة ديننا العظيم حين يصف مرحلة الضعف للوالدين ، مرحلة رد المعروف بقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما )

إنه ينهاك عن أقل كلمة سوء ، لاحظ كلمة فقط!

إنه يدعوك لتحمل عناء هذه المرحلة كما تحملوا عنك عبء سنين طويلة

ليس هذا وحسب بل إن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن رسولاً لفئة من الناس، بل كان رسولاً للناس كافة ، للأسياد والعبيد، والفقراء والأغنياء، والرجال والنساء، وللعرب والعجم، قال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّاكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }(سـبأ:28).

ومن خلال حياته وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأينا أن تعامله مع الضعفاء والأرامل  والمساكين كان له شأن خاص،يعيش معاناتهم، ويقضي حوائجهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويواسي فقيرهم، ويرحم ضعيفهم .

عن سهل بن حنيف – رضي الله عنه ـ قال : ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأتي ضعفاء المسلمين ويسأل عنهم ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم ) رواه الحاكم.

وعن عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله تعالى عنه ـ في وصفه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( .. ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته ) رواه النسائي .

عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: ( إنَّما يَنصر الله هذِهِ الأمَّة بضَعيفِها، بدَعوتهم وصلاتهم،وإخلاصهم ) رواه النسائي.

وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:( كم من أشعثَ أغبر ، ذي طمرين، لا يؤبَه له ، لو أقسمَ على اللَّهِ لأبَرَّه ) رواه الترمذي 

وعن أبي الدرداء ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم 🙁 إنما تُنصرونَ وتُرزقونَ بضعفائكم ) رواه أحمد .

قال ابن حجر: ” قال ابن بطال: تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء، وأكثر خشوعا في العبادة  لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا ” .

ولذلك أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث كثيرة بالرحمة بالفقراء والضعفاء، والخدم والعبيد، وأوصى برحمة  اليتامى وكفالتهم وإصلاح أحوالهم .

إنه دين الله تعالى الذي تكفل بأرزاق الناس ولم يطلب منا رزقهم ، حين يدس البشر أنوفهم فيما لا يقدرون عليه تحصل هذه المفارقة العجيبة 

قال تعالى (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32]

التعليقات مغلقة.